جريدة السودان الحرة: إعلان سيادة المعلومات

الثورة تستمر من خلال الشعب

 

نحن الغازيتة السودانية الحرة. هذا الاسم هو عمل متعمد للتحرر من الاستعمار

تأسست صحيفة ”سودان غازيت“ الأصلية في عام ١٨٩٩ من قبل السلطة الاستعمارية الأنجلو-مصرية. لم تكن صحيفة للشعب؛ بل كانت النشرة الرسمية للدولة الاستعمارية – أداة لإعلان القوانين والمراسيم والدعاية المصممة لتعزيز السيطرة الأجنبية وقمع أصوات السكان الأصليين. لعقود من الزمن، مثلت هذه ”الصحيفة“ احتكار الحقيقة من قبل السلطة القهرية

نحن نسعى لإستعادة هذا الاسم. نستولي على هذه الأداة من أدوات السلطة ونحولها إلى منصة للسيادة الشعبية. ”جريدة“ نا حرة – متحررة من سيطرة الدولة والأجندات الأجنبية وقبضة أمراء الحرب. إنها حرة في ملكيتها بفضل نضال الشعب، حرة في الوصول إليها، وحرة في غرضها: خدمة الشعب السوداني، وليس الحكم عليه

جذورنا السياسية: صُنعت في النضال

مشروعنا ليس جديدًا؛ إنه أحدث جبهة في حرب مقاومة طويلة. لقد ولدنا من نضال الشعب السوداني الذي دام قرونًا ضد الطغيان – من الثورة المهديّة ضد الحكم التركي-المصري، إلى المعاداة المنظمة للوصاية الأنجلو-مصرية، إلى الانتفاضات التي أطاحت بالديكتاتوريين العسكريين، وبلغت ذروتها في ثورة ديسمبر ٢٠١٨ العظيمة

وقد قوبل هذا الإرث من المقاومة، مرارًا وتكرارًا، بتكتيك ثابت: استخدام المعلومات كسلاح. استخدمت القوى الاستعمارية جريدتها الرسمية لإضفاء الشرعية على النهب. وورثت الأنظمة الاستعمارية المتعاقبة آلة القمع الحكومية، وأتقنت فن التعتيم الإعلامي والهجوم الدعائي لزرع الانقسام ومحو المعارضة وإخفاء جرائمها

جريدة السودان الحرة هي ردنا المباشر. نحن منصة لم تولد في مكتب، بل في الاعتصامات ولجان المقاومة في الأحياء وشوق الشتات إلى الوطن. نحن ملتزمون بالميثاق الثوري والمطالبة الثابتة بدولة مدنية ديمقراطية حيث السلطة والموارد ملك للشعب

أساسنا: الاستقلالية المبدئية

لحماية نزاهتنا، نحن ممولون بشكل مستقل ويديرنا متطوعون. من خلال رفضنا الواعي لتمويل الشركات أو النخبة، نضمن عدم المساس باستقلاليتنا الصحفية. هذا النموذج ليس نموذج نادر، بل نموذج نزاهة – فهو يعزز التزامنا الأساسي تجاه شعب السودان ومبادئ الميثاق الثوري. كل فرد في فريقنا مدفوع بهذا الهدف المشترك: تحرير السودان

مهمتنا: كسر الحصار على الحقيقة

نحن منصة وسائط متعددة مستقلة ومفتوحة المصدر وبديلة. مهمتنا هي مواجهة الوحش ذي الرأسين المتمثل في القمع: الدعاية الإعلامية والتعتيم الإعلامي

بينما يقوم أمراء الحرب والمضطهِدون بإسكات وتشويه الحقائق، نقوم نحن بتضخيمها وتوضيحها. نحن نتجاوز مجرد إعداد التقارير إلى التحقيق والبحث وتوثيق النطاق الكامل للحياة السودانية – الاضطرابات السياسية والتحولات الاجتماعية والمرونة الثقافية لشعبنا في الداخل والخارج

هدفنا الاستراتيجي هو تسليح الجماهير بالمعلومات الحقيقية. نحن لسنا مراقبين محايدين؛ نحن مشاركون نشطون في الكفاح من أجل سرد قصة أمتنا

طريقتنا: شبكة الشعب

الحقيقة على أرض الواقع: نعتمد على شبكة لامركزية من المراسلين والكتاب والصحفيين الموجودين داخل السودان وفي البلدان المجاورة وعبر الشتات العالمي

الصحافة المتاحة: نترجم الحقائق المعقدة إلى مواد صحفية واضحة وتفاعلية ومفيدة، مستخدمين جميع أشكال وسائل الإعلام الحديثة لضمان أن يرى الجميع عملنا ويسمعه ويفهمه

جسر التضامن: كمنصة ثنائية اللغة، العربية والإنجليزية، نربط الواقع المعاش داخل السودان بدوائر السلطة والتضامن في الخارج، لضمان أن قصتنا تُروى من قبلنا، ولنا، وللعالم

رؤيتنا: المستقبل الذي نصوغه

نحن نتصور السودان الذي حلم به شهداؤنا: أمة تتدفق فيها المعلومات بحرية مثل نهر النيل، حيث تُسمع كل الأصوات، وحيث الشعب هو صانع مصيره. نحن نبني أرشيفات ثورتنا وأسس مجتمع مستنير وقوي وعادل

انضم إلى رحلة استعادة الحق

هذه الجريدة هي جريدتك. ندعو كل صحفي وباحث وفنان وتقني وكل مواطن سوداني يؤمن بأن الحقيقة هي أساس الحرية. ساهم بشهادتك ومهاراتك وصوتك ودعمك

هذا أكثر من مجرد منصة إعلامية. إنه مشروع مقاومة.معاً، سنكتب المسودة الأولى لتاريخ السودان الحر